✾ وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:
← النَّوْعُ الثَّانِي: تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ:
هُـوَ تَوْحِيدُ العِبَادَةِ، تَوْحِيدُ الإِرَادَةِ وَالقَصْدِ، وَهَـذَا النَّوْعُ هُوَ مَحَطُّ الـرِّحَالِ وَمَحلُّ الخُصُومَةِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَأُمَمِهِمْ، فَكُـلُّ رَسُولٍ جَـاءَ يَقُولُ لِقَوْمِهِ:﴿یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤۖ﴾ وَلَا يَقُولُ لَهُمْ: يَا قَوْمِ، أَقِـرُّوا أَنَّ اللهَ هُوَ رَبُّكُمْ؛ لِأَنَّهُمْ مُقِرُّونَ بِهَذَا، وَلَكِنَّهُمْ يُطَالِبُونَهُمْ بِأَنْ يَعْبُدُوا رَبَّهُمُ الَّـذِي أَقَـرُّوا بِرُبُوبِيَّتِهِ، وَأَنَّهُ الخَالِقُ وَحْـدَهُ، وَالرَّازِقُ وَحْدَهُ، وَالَّـذِي يُـدَبِّـرُ الأَمْـرَ وَحْـدَهُ، وَيُطَالِبُونَهُمْ بِأَنْ يُفْرِدُوهُ بِالعِبَادَةِ وَحْدَهُ، كَمَا أَفْـرَدُوهُ بِالخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ، فَهُمْ يَحْتَجُّونَ عَلَيْهِمْ بِمَا أَقَـرُّوا بِهِ.
۞ يَـذْكُـرُ الـقُـرآنُ الكَرِيمُ تَوْحِيدَ الـرُّبُوبِيَّـةِ مِنْ بَـابِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ عَلَى الكُفَّارِ وَمُطَالَبَتِهِمْ بِمَا يُلْزِمُهُمْ، فَمَا دُمْتُمْ أَيُّهَا الكُفَّارُ مُعْتَرِفِينَ أَنَّ اللهَ هُوَ الخَالِقُ وَحْدَهُ، وَهُوَ الرَّازِقُ وَحْدَهُ، وَهُوَ الَّـذِي يُنْجِي مِنَ المَهَالِكِ، وَهُوَ الَّـذِي يُنْجِي مِنَ الشَّدَائِدِ، فَلِمَاذَا تَعْدِلُونَ بِهِ غَيْرَهُ مِمَّنْ لَا يَخْلُقُ وَلَا يَرْزُقُ، وَلَيْسَ لَـهُ مِنَ الأَمْـرِ شَيْءٌ، وَلَا لَـهُ فِي الخَلْقِ تَـدْبِـيـرٌ؟! ﴿أَفَمَن یَخۡلُقُ كَمَن لَّا یَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.
☜ إِذَنْ تَوْحِيد الأُلُوهِيَّةِ هُـوَ الَّـذِي دَعَـا إِلَيْهِ الرُّسُلُ، وَطَالَبُوا قَوْمَهُمْ بِهِ، وَلَا يَـزَالُ الصِّرَاعُ بَيْنَ أَهْـلِ التَّوْحِيدِ وَأَهْـلِ الإِنْحِرَافِ فِي هَـذَا النَّوْعِ حَتَّىٰ الآنَ، فَـأَهْـلُ الـعَـقِـيـدةِ السَّلِيمَـةِ يُطَالِبُونَ مَنِ انْحَرَفَ عَنْ تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ، وَعَـادَ إِلَىٰ دِينِ المُشْرِكِينَ؛ بِعِبَادَةِ القُبُورِ وَالأَضْرِحَةِ، وَتَقْدِيسِ الأَشْخَاصِ، وَمَنْحِهِمْ شَيْئًا مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ، فَـأَهْـلُ التَّوْحِيدِ يُطَالِبُونَ هَـؤُلَاءِ بِـأَنْ يَرْجِعُوا إِلَى العَقِيدَةِ السَّلِيمَةِ، وَأَنْ يُفْرِدُوا اللهَ بِالعِبَادَاتِ،...
✾ وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:
❍ فَـأَهْـلُ الـعَـقِـيـدةِ السَّلِيمَـةِ يُطَالِبُونَ مَنِ انْحَرَفَ عَنْ تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ، وَعَـادَ إِلَىٰ دِينِ المُشْرِكِينَ؛ بِعِبَادَةِ القُبُورِ وَالأَضْرِحَةِ، وَتَقْدِيسِ الأَشْخَاصِ، وَمَنْحِهِمْ شَيْئًا مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ.
➢ فَـأَهْـلُ التَّوْحِيدِ يُطَالِبُونَ هَـؤُلَاءِ بِـأَنْ يَرْجِعُوا إِلَى العَقِيدَةِ السَّلِيمَةِ، وَأَنْ يُفْرِدُوا اللهَ بِالعِبَادَاتِ، وَأَنْ يَتْرُكُوا هَـذَا الأَمْـرَ الخَطِيرَ الَّـذِي هُمْ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ هَـذَا هُوَ دِينُ الجَاهِلِيَّةِ، بَـلْ هُـوَ أَشَـدُّ مِنْ دِينِ الجَاهِلِيَّةِ؛ لِأَنَّ أَهْـلَ الجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُخْلِصُونَ لِلهِ فِي حَـالِ الـشِّـدَّةِ، وَيُشْرِكُونَ فِي حَـالِ الـرَّخَـاءِ، أَمَّـا هَــؤُلَاءِ - أَهْـل الِانْحِرَافِ - فَـإِنَّ شِركَهُمْ دَائِـمٌ فِي الـرَّخَـاءِ وَالـشِّـدَّةِ، بَـلْ إِنَّ شِركَهُمْ فِي الشِّدَّةِ أَشَـدُّ، فَـإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الأَمْـرُ تَسْمَـعُ مِنْهُمْ طَلَبًا بِالمَدَدِ مِنَ الأَوْلِيَاءِ وَالمَقْبُورِينَ وَالمَوْتَىٰ، بَيْنَمَا المُشْرِكُونَ إِذَا مَسَّهُمُ الضُّرُّ أَخْلَصُوا الـدُّعَـاءِ لِلهِ عَــزَّ وَجَــلَّ.
← هَـذَا هُوَ النَّوْعُ الثَّانِي مِنْ أَنْـوَاعِ التَّوْحِيدِ، وَهُـوَ الَّـذِي طَالَبَتْ بِهِ الرُّسُلُ جَمِيعَ الأُمَمِ بِأَنْ يُخْلِصُوا لِلهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، وَهُـوَ الَّـذِي وَقَـعَ النِّزَاعُ فِيهِ، وَهُـوَ الَّـذِي قَـاتَـلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ المُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يَتْرُكُوهُ.
☜ وَهَـذَا مَعْنَى لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ؛ لِأَنَّ الإِلَـٰهَ مَعْنَاهُ: المَعْبُودُ، فَمِنْ (لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ) نَأْخُذ مَعْنَىٰ: لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وَلَيْسَ الإِلـٰهُ مَعْنَاهُ مَا يَقُولُهُ بَعْضُ أَهْـلِ الضَّلَالِ، حَيْثُ يَقُولُونَ: إِنَّ الإِلَـٰهَ مَعْنَاهُ: القَادِرُ عَلَى الِاخْتِرَاعِ وَالخَلْقِ! لَا، بَـلِ الإِلَـٰهُ مَعْنَاهُ: المَعْبُودُ، مِنْ أَلـهَ يَأْلَـهُ بِمَعْنَىٰ: أحب وعبد
✾ وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:
← النَّوْعُ الثَّالِثُ: هُوَ تَوْحِيدُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ:
وَمَعْنَاهُ: أَنْ نُثْبِتَ لِلهِ عَـزَّ وَجَـلَّ مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، وَمَا أَثْبَتَهُ لَـهُ رَسُولُهُ ﷺ مِنَ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَأَنْ نَنْفِيَ عَنِ اللهِ مَا نَفَاهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَنَفَاهُ عَنْهُ رَسُولُهُ ﷺ مِنَ النَّقَائِصِ وَالعُيُوبِ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَلَا تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ وَقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا تَضۡرِبُوا۟ لِله لۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللهَ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ وَمَـا جَـاءَ فِي آيَـةِ الكُرسِيِّ، وَفِي سُورَةِ الإِخْلَاصِ، وَفِي أَغْلَبِ السُّوَرِ المَكِّيَّةِ بِـذِكْـرِ أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ، وَالسُّوَرِ المَدَنِيَّةِ، بَـلْ أَغْلَب الـقُــــرآنِ.
↫ وَكَثِيرٌ مِنْ آيَـاتِ الـقُـرآنِ لَا تَخْلُو مِنْ ذِكْـرِ أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ، وَمَـعَ مَطْلعِ كُـلِّ سُـورَةٍ:﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ﴾ وَمَعْنَاهَا: إِثْبَاتُ الِاسْمِ لِلهِ، وَإِثْبَاتِ الرَّحْمَـٰنِ وَالرَّحِيمِ، إِلَىٰ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ كَمَالِ الصِّفَاتِ لِلهِ عَـزَّ وَجَـلَّ.
❐ وَاللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - وَصَفَ نَفْسَهُ بِصِفَاتٍ، وَسَمَّىٰ نَفْسَهُ بِأَسْمَاء، فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُثْبِتَ ذَلِكَ وَنَعْتَقِدَهُ عَلَىٰ مَـا جَـاءَ فِي كِتَابِ اللهِ، لَا نَتَدَخَّل بِعُقُولِنَا، وَلَا نُؤَوِّل بِأَفْهَامِنَا، وَمَدَارِكِنَا، وَلَا نَحْكُم عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ؛ لِأَنَّ اللهَ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِهِ، فَاللهُ جَـلَّ وَعَـلَا يَقُولُ:﴿یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا یُحِیطُونَ بِهِۦ عِلۡمࣰا﴾ وَيَقَولُ جَـلَّ وَعَـلَا:﴿ٱللهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ﴾.
✾ وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:
❍ وَنَهَانَا اللهُ عَـزَّ وَجَـلَّ أَنْ نَضْرِبَ لَـهُ الْأَمْثَالَ، وَأَنْ نَتَّخِذَ مَعَهُ الْأنْـدَادَ وَالـوُزَرَاءَ وَالشُّبَهَاءَ؛ لِأَنَّ اللهَ لَا شَبِيهَ لَهُ وَلَا مَثِيلَ، وَلَا شَرِيكَ لَـهُ وَلَا نِـدَّ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ، وَقَدْ تَعَبَّدَنَا اللهُ جَـلَّ وَعَـلَا بِأَنْ نَدْعُوهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلِلهِ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِینَ یُلۡحِدُونَ فِیۤ أَسۡمَـٰۤىِٕهِۦۚ سَیُجۡزَوۡنَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾.
• فَهُوَ سُبْحَانَهُ أَوْضَحَ لَنَا مَا يَلِي:
◄ أَوَّلًا: أَثْبَتَ لِنَفْسِهِ الأَسْمَاءَ ﴿وَلِلهِ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾.
◄ ثَانِيًا: وَصَفَهَا بِأَنَّهَا حُسۡنَىٰ، فَكُلُّ أَسْمَاء اللهِ حُسۡنَىٰ.
◄ ثَالِثًا: أَمَـرَنَـا أَنْ نَـدْعُـوَهُ بِهَا.
◄ رَابِعًا: نَـهَـانَـا عَـنِ الْإِلْحَادِ فِي أَسْمَائِهِ.
➢ وَمَعْنَى الإِلْحَادِ: المَيْلُ، وَالإِلْحَادُ فِي أَسْمَاءِ اللهِ: هُـوَ المَيْلُ بِهَا عَمَّا دَلَّتْ عَلَيْهِ، بِتَحْرِيفِهَا وَتَأْوِيلِهَا إِلَىٰ مَا لَا تَحْتَمِلهُ، وَلَيْسَ بِمُرَادٍ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ مِنْهَا، كَمَا يَفْعَلُهُ الجَهْمِيَّةُ وَالمُعْتَزِلَةُ وَمَنْ سَــارَ عَلَىٰ خُطَّتِهِمْ مِنَ الـفِـرَقِ الـضَّـالَّــةِ.
✾ وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:
❍ عَـقِـيـدَةُ أَهْـلِ الـسُّـنَّـةِ وَالـجَـمَـاعَــةِ:
أَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فَإِنَّهُمُ عَلَىٰ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ فِي هَـذَا الأَمْـرِ، وَفِي جَمِيعِ أُمُـورِ دِينِهِمْ كَذَلِكَ - وَالحَمْدُ لِلهِ - وَلَكِنْ فِي بَــابِ الـعَـقِيـدَةِ يَخُصُّونَهُ بِمَزِيدِ اهْتِمَامٍ، وَمَزِيدِ عِنَايَةٍ؛ لِأَنَّ الضَّلَالَ فِيهِ ضَـلَالٌ كَـبِيـرٌ، وَالخَطَأَ فِيهِ عَـظِيمٌ، وَمَزلَّـة أَقْـدَام وَمَضلَّـة أَفْهَام، وَالخَطَأُ فِي العَقِيدَةِ لَيْسَ كَالخَطَأِ فِيمَا دُونَهَا؛ لِأَنَّ الَّـذِي يُخْطِئُ فِي العَقِيدَةِ يُخْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ وَالِانْحِرَافِ الشَّدِيدِ، وَالضَّلَالِ البَعِيدِ.
↫ أَمَّا الَّـذِي يُخْطِئُ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ؛ فَـإِنَّ خَطَأَهُ أَخَفُّ، وَإِنْ كَانَ الخَطَأُ فِي الدِّينِ كُلِّهِ لَا يَجُوزُ، وَلَا يَجُوزُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَىٰ خَطَأٍ أَوْ يُقَلِّدَ مُخْطِئًا، وَلَكِنَّ الخَطَأَ بَعْضهُ أَشَـدّ مِنْ بَعْضٍ.
☜ وَالخَطَأُ فِي العَقِيدَةِ هُوَ أَشَـدُّ الخَطَأِ، وَالِانْحِرَافُ فِي العَقِيدَةِ هُوَ أَشَدُّ الِانْحِرَافِ؛ لِأَنَّ الخَطَأَ فِي العَقِيدَةِ لَا جَـبْـرَ لَـهُ، وَأَمَّا الخَطَأُ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ فَهُوَ تَحْتَ المَشِيئَةِ:﴿إِنَّ ٱللهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰلِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا﴾ وَفِي الآيَـةِ الأُخْــرَىٰ:﴿وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰۤ على الله كذبا
✾ وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:
❍ الإِيـمَـانُ بِبَقِيَّـةِ أُصُـولِ الـدِّيـنِ:
أَمَّا الإِيمَانُ بِبَقِيَّةِ أُصُـولِ الدِّينِ: الإِيمَانُ بِالمَلَائِكَةِ، وَالكُتُبِ، وَالرُّسُلِ، وَاليَوْمِ الآخِـرِ، وَالـقَـدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، هَـذِهِ كُلُّهَا تَابِعَةٌ لِلإِيمَانِ بِاللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، وَكُلُّهَا مُتَفَرِّعَةٌ عَنِ الإِيمَانِ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَنَا بِوُجُودِ المَلَائِكَةِ، وَأَخْبَرَنَا بِالغُيُوبِ المَاضِيَةِ، وَإِرسَالِ الرُّسُلِ، وَأَخْبَرَنَا عَنِ اليَوْمِ الآخِـرِ، وَمَا يَكُونُ فِيهِ.
▪️فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِذَلِكَ، وَأَغْلَبُ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ بِالغَيْبِ، وَنَحْنُ نُـؤْمِـنُ بِاللـهِ، وَنُؤْمِنُ بِمَلَائِكَتِهِ، وَهَـذَا مِنْ أَعْظَمِ الإِيمَانِ بِالغَيْبِ، وَنُـؤْمِـنُ كَذَلِكَ بِالرُّسُلِ وَإِنْ لَمْ نَرَهُمْ، وَلَكِنَّنَا نُؤْمِنُ بِهِمْ لِخَبَرِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ أَنَّـهُ أَرسَـلَ رُسُـلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، أَوَّلُهُمْ نُـوحٌ وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ ﷺ.
↫ وَنُـؤْمِـنُ بِالمَلَائِكَةِ وَنَحْنُ لَا نَرَاهُمْ، وَلَكِنْ نُـؤْمِـنُ بِخَبَرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ وَخَبَرِ رَسُـولِـه ﷺ، وَنُـؤْمِـنُ كَذَلِكَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَهُوَ لَمْ يَـأْتِ بَـعْـدُ، وَلَكِنْ نَعْتَمِدُ فِي ذَلِكَ عَلَىٰ خَبَرِ اللهِ وَخَبَرِ رَسُـولِـهِ ﷺ، وَذَلِكَ هُـوَ الإِيمَانُ الصَّحِيح.
➢ الْإِيــمَــانُ بِــالـــقَــــدَرِ:
وَنُـؤْمِـنُ كَذَلِكَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ