*السلسلة اليومية: من هم *
السلف هم:
• النبي ﷺ،
• الصحابة رضي الله عنهم،
• التابعون،
• وتابعوهم بإحسان. (في الأقوال والأعمال والعقيدة بإتقان)
وهم خيرُ القرون التي أثنى عليها النبي ﷺ بقوله:
*(خيرُ الناسِ قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)* [متفق عليه]
وقد أثنى الله عليهم في قوله: *{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}* [التوبة: ١٠٠]
هؤلاء هم الذين نقلوا لنا القرآن والسنة، وفهموا الدين كما أراده الله ورسوله، بلا زيادة ولا نقصان.
*(لماذا نتمسّك بمنهج السلف؟)* وهل هو اسم جديد أم هو الإسلام كما أنزله الله
*لماذا نتمسك بمنهج السلف؟*
الجواب باختصار: لأنهم أقرب الناس إلى عهد النبوة، وهم أفهم الناس لكلام الله وكلام رسوله ﷺ.
وقد أمر الله نبيه ﷺ بالاقتداء بمن سبق من الأنبياء، فقال:
{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠]
فإذا كان النبي ﷺ مأمورًا بالاقتداء، فكيف بنا نحن؟
ولذلك أمرنا النبي ﷺ بالتمسك بما كان عليه وأصحابه، فقال:
(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني]
وقال أيضًا:
(من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين…)
وهذا يدل أن الطريق الآمن عند الفتن والاختلاف هو التمسك بما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه، لا بالأفكار المتأخرة ولا بالمناهج المستحدثة!!
بل إن الله عز وجل توعّد من خالف منهج الصحابة ومن سار على طريقتهم، فقال:
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
[النساء: ١١٥]
وقد قال العلماء في تفسير {سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}: إنه طريق الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
فالاقتداء بالسلف الصالح ليس مجرد خيار، بل هو واجب بالإتفاق على من أراد النجاة، لأنهم نقلوا لنا الدين، وفسروا النصوص، وطبقوا الإسلام كما أنزله الله، فهم أولى الناس بفهم الكتاب والسنة. ونحن مأمورون على ذلك.
*فإذا تبيَّن أن التمسّك بمنهج السلف الصالح هو الطريق الصحيح إلى الله، يبقى السؤال: ماذا عن غيرهم؟ هل كل الفرق على حق؟ وهل كل من خالف السلف في فهم الدين ناجٍ؟؟
*هل كل الفِرَق ناجية؟—وما هي الفرقة الناجية؟ وتعليقات على حديث (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة
*هل كل الفِرَق ناجية؟ وما هي الفرقة الناجية؟*
إذا تبيَّن أن التمسك بمنهج السلف هو الطريق الصحيح إلى الله، فماذا عن غيرهم؟
هل كل الفِرَق التي تنتسب للإسلام على هدى؟
وهل كل من خالف منهج السلف ناجٍ؟
الجواب جاء صريحًا في حديث النبي ﷺ:
(افترقتِ اليهودُ على إحدى وسبعين فرقة، وافترقتِ النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة)
قالوا: من هي يا رسول الله؟
قال: (ما أنا عليه وأصحابي)
[رواه الترمذي وغيره، وحسنه جمع من أهل العلم]
فالنبي ﷺ أخبر أن الفرق كلها في النار إلا واحدة، وهي التي كانت على ما كان عليه هو وأصحابه.
فمن خالفهم في العقيدة، أو الفهم، أو المنهج، فقد عرّض نفسه للهلاك والضلال، ولو ظن أنه على حق.
ولهذا كان بعض السلف يقولون: “البدعة أحب إلى إبليس من المعصية.”
وذلك لأن صاحب المعصية يعلم أنه عاصٍ، وقد يتوب إلى الله،
أما صاحب البدعة، فيظن نفسه على الحق، فلا يتوب، بل يدعو الناس إلى ضلاله.
ولهذا كانت مخالفة منهج النبي ﷺ وأصحابه من أعظم أسباب الهلاك، حتى لو ظن صاحبها أنه مصلح.
سؤال مهم يطرحه البعض:
“هل التسمي بـ(سلفي) بدعة؟ وهل يكفي أن أقول: أنا مسلم فقط؟
هل التسمي بـ(سلفي) بدعة؟ وهل يكفي أن أقول: أنا مسلم فقط؟
بعض الناس يقول: “أنا مسلم فقط، لا أقول: سلفي، حتى لا يظن الناس بي أني متحزب أو أفرّق بين المسلمين!”—لكن هل هذا الكلام صحيح؟ هل مجرد قولك: “أنا مسلم” يكفي في زمن كثرت فيه الفِرق والمذاهب والانحرافات؟
الجواب: لا، لا يكفي.
لأن كل الفرق تقول: “نحن مسلمون”! حتى الدروز والرافضة والإسماعيلية، كلهم يقولون: “نحن مسلمون”، بل يقولون: “نحن على الكتاب والسنة”!
إذًا.. ما الفرق؟
الفرق الحقيقي يكون في المنهج والفهم، فمن الناس من يفهم القرآن والسنة على طريقة الصحابة، ومنهم من يخالفهم.. فيفسرها على هواه، أو يقلّد أهل البدع، فيقع في أخطاء في العقيدة، وأخطاء في الدين والعمل
ولذلك لو سألك أحدهم: ما مذهبك؟
فقلت له: “أنا مسلم”، فهذا لا يكفي!
لأن كل أحد سيقول: “أنا مسلم”! حتى أهل البدع والضلال!
ولو قلت: “أنا على الكتاب والسنة”، فهذا أيضًا لا يكفي، لأن كل الفرق تدّعي ذلك.
إذًا ما المطلوب؟
المطلوب أن تُضيف قيدًا يُميزك عن أهل الانحراف، وتقول:
أنا مسلم على الكتاب والسنة، *على فهم السلف الصالح.*
وهذا هو معنى “سلفي”.
فكلمة “سلفي” لا تعني حزبًا، ولا تعني تفرقة، بل تعني التزام الإسلام بفهم الصحابة والتابعين، كما أمر النبي ﷺ حين قال:
(ما أنا عليه وأصحابي)
ليس كل من قال “أنا سلفي” يكون كذلك في الحقيقة، بل العبرة بالصدق في الالتزام بمنهج السلف في الاعتقاد والعمل.
فكثير من الطوائف تزعم أنها على الحق كالأشاعرة الذين يدّعون أنهم “أهل السنة”، والمعتزلة الذين يسمّون أنفسهم "الموحدين”، لكن الأسماء لا تُثبت الحقيقة، إنما يُعرف الحق باتباعه لمنهج النبي ﷺ وأصحابه!
فالسلفي الحق لا يخلط بين السنة والبدعة.
*(كيف نميز بين السنة والبدعة؟ وهل كل من خالف السنة يُعد مبتدعًا)*
*كيف نميز بين السنة والبدعة؟ وهل كل من خالف السنة يُعد مبتدعًا؟*
قبل أن نميز بين السنة والبدعة، نحتاج أن نفهم معناهما:
السنة في اللغة: الطريقة، سواء كانت طيبة أو سيئة. قال النبي ﷺ: (من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها… ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها…)
أما في الاصطلاح الشرعي، فالسنة هي:
ما جاء عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو وصف، سواء كان قبل البعثة أو بعدها.
• القول: كقوله ﷺ: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»
• الفعل: مثل صلاته ﷺ، ووضوئه، وحجه.
• التقرير: كأن يرى الصحابة يفعلون شيئًا فلا ينكره عليهم.
• الوصف: أي صفاته الخَلقية والخُلقية.
وأهل السنة، السلفيين، يسيرون على سنة النبي ﷺ قولًا وعملًا واعتقادًا.
البدعة في اللغة: اختراع شيء جديد على غير مثال سابق.
قال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي خلقهما بدون مثال سابق.
أما في الشرع، فـالبدعة هي:
كل ما أُحدِث في الدين بعد وفاة النبي ﷺ بقصد التعبد والتقرب إلى الله، ولم يكن عليه النبي ﷺ، ولا فعله، ولا أمر به، ولا أقرّه، ولا فعله الصحابة.
قال النبي ﷺ:
«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»
وفي رواية: «كل بدعة ضلالة».
وقد ورد آيات وأحاديث كثيرة في التحذير عن البدع، نذكرها لاحقا
*كيف نميز بين السنة والبدعة؟ وهل كل من خالف السنة يُعد مبتدعًا؟*
قبل أن نميز بين السنة والبدعة، نحتاج أن نفهم معناهما:
السنة في اللغة: الطريقة، سواء كانت طيبة أو سيئة. قال النبي ﷺ: (من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها… ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها…)
أما في الاصطلاح الشرعي، فالسنة هي:
ما جاء عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو وصف، سواء كان قبل البعثة أو بعدها.
• القول: كقوله ﷺ: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»
• الفعل: مثل صلاته ﷺ، ووضوئه، وحجه.
• التقرير: كأن يرى الصحابة يفعلون شيئًا فلا ينكره عليهم.
• الوصف: أي صفاته الخَلقية والخُلقية.
وأهل السنة، السلفيين، يسيرون على سنة النبي ﷺ قولًا وعملًا واعتقادًا.
البدعة في اللغة: اختراع شيء جديد على غير مثال سابق.
قال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي خلقهما بدون مثال سابق.
أما في الشرع، فـالبدعة هي:
كل ما أُحدِث في الدين بعد وفاة النبي ﷺ بقصد التعبد والتقرب إلى الله، ولم يكن عليه النبي ﷺ، ولا فعله، ولا أمر به، ولا أقرّه، ولا فعله الصحابة.
قال النبي ﷺ:
«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»
وفي رواية: «كل بدعة ضلالة».
وقد ورد آيات وأحاديث كثيرة في التحذير عن البدع، نذكرها لاحقا إن شاء الله.
غدًا بإذن الله نكمل بسؤال آخر: ما معنى كلام النبي ﷺ لما قال عن الفرق (كلها في النار إلا واحدة؟
*ما معنى قول النبي ﷺ (كلها في النار إلا واحدة؟)*
الجواب من الإمام ابن باز رحمه الله:
النبي ﷺ قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة يعني: كلها هالكة إلا واحدة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة يعني: كلها هالكة إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة فالواحدة هم أهل السنة والجماعة، هم الصحابة وأتباعهم بإحسان، أهل التوحيد والإيمان، والثنتان والسبعون متوعدون بالنار، فيهم الكافر، وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع، فمن مات منهم على الكفر فله النار مخلدًا فيها، ومن مات على بدعة دون كفر، أو على معصية دون كفر؛ فهذا تحت مشيئة الله، وهو متوعد بالنار.
وبهذا يعلم أنهم ليسوا كلهم كفار، بل فيهم الكافر وفيهم غيره من العصاة والمبتدعة. (انتهى)
بإذن الله سنتحدث عن صفات الفرقة الناجية، حتى نعرفها ونسأل الله أن يُعيننا على اتباعها. ولتتبيّن مكانة منهج السلف وظهوره على سائر المناهج المحدثة، وبيان بطلانها وذمّها
وكل هذه الأسماء تشير إلى جماعة واحدة، على منهج واحد، المنهج الذي كان عليه النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم.
لكن قبل أن نبدأ في التفصيل.. ينبغي أن نُدرك أن هذا الموضوع عظيم!،
وأن الحديث عن خصائص هذه الفرقة المباركة سيأخذ أياما.. ، بل أسابيع..! او اكثر..!
لأنها ليست مجرد كلمات تُقال…
بل هي نجاة!!، وسبيل إلى الجنة، وفِرار من النار.
فأقول لإخواني من العوام والطلاب:
اصبروا، واصغوا، وتابعوا هذه السلسلة بقلوب حاضرة، فلعل الله أن يجعل هذه الكلمات سببًا لهدايتكم، وثباتكم.. وييسر لكم أن تكونوا من الفرقة الناجية، فتنجوا في الدنيا والآخرة. واسأل الله ذلك لي ولكم.
من منكم شعر بشيء في قلبه حين سمع حديث النبي ﷺ: (وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)؟
من منكم اشتعل في قلبه شرارة خوف من هذا؟ فالجهل في هذه الأشياء والله مصيبة. والله يهدي من يشاء بعلم وحكمة، ويضلل من يشاء بعلم وحكمة.
فقيل للنبي ﷺ "من هم" فقال ﷺ: "ما أنا عليه وأصحابي." فما الخير في المناهج الجديدة المحدثة؟
وهذا هو المقصود من هذه السلسلة، أن نُعرّفك من هم اهل السنة والجماعة!، وكيف يسيرون، وما الذي يميزهم عن الفرق الهالكة!
حتى تسارع وتلحق بهم قبل أن يفوتك!
سنتكلم بإذن الله عن اعتقاد الفرقة الناجية في الله سبحانه وتعالى.السلسلة اليومية: من هم السلف؟
*اعتقادهم في الله*
قال المؤلف رحمه الله: *(يؤمنون بأن الله واحد أحد..)*
الشرح:
ثم قال شيخُنا رحمه الله: أما عقيدتهم، فهم - يعني قال: أما عقيدتهم - يؤمنون بأن الله واحد.
دليل هذا قول الله تعالى: {وإلهكم إله واحد، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}.
في هذا إثبات لوحدانية الله تعالى، وأنه واحد في ذاته، واحد في أسمائه وصفاته وأفعاله، ليس له شريك في ذاته، وليس لغيره شيء من الملك والخلق والتدبير، ولا إله غيره، لا يستحق العبادة أحدٌ سواه، كما قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}.
فأهل السنة والجماعة، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، يؤمنون بأن الله واحد في ذلك كله، واحد في ذاته، واحد في أسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه المعبود حقاً، وكل معبودٌ سواه فباطل.
وقوله: “أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ويكن له كفوا احد” هذا مأخوذ من سورة الإخلاص، قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}،
وهذه السورة فيها صفة الله عز وجل.
وجاء في حديث بريدة رضي الله عنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول:
“اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”، فقال صلى الله عليه وسلم: “قد سأل الله باسم الله الأعظم، الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب.”
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود في سننه، وابن ماجة أيضًا في سننه، وبوّب عليه ابن ماجة: باب اسم الله الأعظم، ولهذا الحديث شاهد بنحوه من حديث أنس رضي الله عنه، والحديث صحيح، صححه الشيخ الألباني.
وقوله هنا: “أحد” أي: أن الله تعالى هو المنفرد بالكمال، في جميع صفاته وأفعاله، وأنه لا نظير له، ولا شبيه، ولا مثيل.
وقد قال شيخ مشايخنا، شيخنا حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في معارج القبول:
“الأحد الفرد: أي الذي لا ضد له، ولا ند له، ولا شريك له في إلهيته وربوبيته، ولا متصرف معه في ذرة من ملكوته، ولا شبيه له، ولا نظير له في شيء من أسمائه وصفاته.—فهو أحد في ألوهيته، لا معبود بحق سواه، ولا يستحق العبادة إلا هو، وهو أحد في ربوبيته، فلا شريك له في ملكه، ولا مضاد، ولا منازع، ولا مغالب، وأحدٌ في ذاته وأسمائه وصفاته، فلا شبيه له، ولا مثيل له، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.” انتهى.
*اعتقادهم في الله*
قال المؤلف رحمه الله: *(يؤمنون بأن الله واحد أحد..)*
الشرح:
ثم قال شيخُنا رحمه الله: أما عقيدتهم، فهم - يعني قال: أما عقيدتهم - يؤمنون بأن الله واحد.
دليل هذا قول الله تعالى: {وإلهكم إله واحد، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}.
في هذا إثبات لوحدانية الله تعالى، وأنه واحد في ذاته، واحد في أسمائه وصفاته وأفعاله، ليس له شريك في ذاته، وليس لغيره شيء من الملك والخلق والتدبير، ولا إله غيره، لا يستحق العبادة أحدٌ سواه، كما قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}.
فأهل السنة والجماعة، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، يؤمنون بأن الله واحد في ذلك كله، واحد في ذاته، واحد في أسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه المعبود حقاً، وكل معبودٌ سواه فباطل.
وقوله: “أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ويكن له كفوا احد” هذا مأخوذ من سورة الإخلاص، قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}،
وهذه السورة فيها صفة الله عز وجل.
وجاء في حديث بريدة رضي الله عنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول:
“اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”، فقال صلى الله عليه وسلم: “قد سأل الله باسم الله الأعظم، الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب.”
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود في سننه، وابن ماجة أيضًا في سننه، وبوّب عليه ابن ماجة: باب اسم الله الأعظم، ولهذا الحديث شاهد بنحوه من حديث أنس رضي الله عنه، والحديث صحيح، صححه الشيخ الألباني.
وقوله هنا: “أحد” أي: أن الله تعالى هو المنفرد بالكمال، في جميع صفاته وأفعاله، وأنه لا نظير له، ولا شبيه، ولا مثيل.
وقد قال شيخ مشايخنا، شيخنا حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في معارج القبول:
“الأحد الفرد: أي الذي لا ضد له، ولا ند له، ولا شريك له في إلهيته وربوبيته، ولا متصرف معه في ذرة من ملكوته، ولا شبيه له، ولا نظير له في شيء من أسمائه وصفاته.—فهو أحد في ألوهيته، لا معبود بحق سواه، ولا يستحق العبادة إلا هو، وهو أحد في ربوبيته، فلا شريك له في ملكه، ولا مضاد، ولا منازع، ولا مغالب، وأحدٌ في ذاته وأسمائه وصفاته، فلا شبيه له، ولا مثيل له، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.”